الجمعة، 26 يوليو 2019

سالفة و قصيدة شرطي و شاعر ,,,, ياليل الصب متى غدهُ

سالفة وقصيدة " شرطي و شاعر .... ياليل الصب متى غدهُ " ؟


حيالله متابعي المدونة ... شلونكم عساكم بخير ؟؟؟ " أكتب هالمقال لكم حصرياً "؛ لأنكم قراء متميزين


قرأت نص الحصري القيرواني ( يا ليل الصب متى غدهُ ... أ قيام الساعة موعدهُ ؟ ) عدة مرات ولا أملك إخفاء إعجابي بهذا النص الجميل .

لقراءة النص كاملاً : موجود على الرابط التالي :



http://www.adab.com/modules.php?name...hqas&qid=65105

التعريف بالشاعر : علي بن عبد الغني الفهري الحصري القيرواني، أبو الحسن.
من شعراء العصر الأندلسي توفي سنة 488 هـ / 1095 م ( موقع أدب )

- جاء النص على بحر المتدارك ( فعلن أربع مرات ) ووردت عدة ملاحظات هامة على النص الجميل .
الأولى : البدء بالإنشاء وهو هام في شاعرية النص. والنداء هنا لليل الطويل البعيد وهو ليل الصب ( المغرم ) وقد تباعد المدة بإنشاء آخر متى غدهُ , فإنشاء البيت الأول في جماليته يكتمل بإنشاء آخر أيضاً ( استفهام أيضاً ) و يتساءل عن هذه المدة البعيدة ؟ ( قيام الساعة ) .

- جاء في البيت الثالث ( كلف بغزال ذي هيف ... خوف الواشين يشردهُ ) قلتُ : هنا ملاحظتان الأولى جمال القصة المختصرة وهو كلفه بمحبوبته التي شبهها بالغزال الأهيف ثم تظهر الجملة الحالية يشرده ( في محل نصب حال ) شارحةً الموقف لتظهر قصة مختصرة فالجملة الفعلية تامة في معناها والضمير عائد على الغزال الأهيف .
- الملاحظة الأخرى : هي قصة شرطية أيضاً ( وهي ملاحظة ليست أدبية بطبيعة الحال ) فالكلف بالغزال الأهيف من طبائع رجال الشرطة ( قالها مبتسماً ) ربما كان الحصري شرطياً في داخله فهذه الملاحظة دقيقة في بابها ؛ فالحصري كلفٌ ( وهو ما يعبر عن شدة الاهتمام ) ؟ هل كان الحصري القيرواني ضابط شرطة ؟ هذا ما كان دعابة خارجة عن النص ؟ ( قالها مبتسماً )
- الجملة أيضاً رائعة في مبناها فهي جملة اسمية ( والفاعل لكلف ضمير مستتر ) , والحال أيضاً جملة اسمية أخرى فهي جملتان اسميتان تؤكد محبته لذلك الغزال الأهيف
- ونواصل البيت الرابع ( نصبت عيناي له شركاً ... في النوم فعز تصيدهُ ) فالصيد والطرديات باب له معانيه في الأدب , وهنا تظهر ما يمكن تسميته بشرطية الشاعر ينصب شركاً ( كميناُ ), ويتصيد غزالاً , وهو يتابعه دائماً ( كلف به ) وهنا يظهر الجمال مكان الكمين ( في النوم فعز تصيدهُ ) وهنا نبتسم للمفارقة فالنوم لا يمكن صيد الطرائد والغزلان عزيزي القيرواني , بل هنا ما يمكن تسميته بخذلان الإرادة وانفلات الكمين وأسبابه وخروج الغزال الأهيف من شركه , البيت لا يمكن إلا قراءته ملياً فهو رائع في معناه ( في النوم ) و شبه الجملة تعني ظرفية الكمين وصعوبة حصول مبتغاه أيضاً وهذه المفارقة مهمة .
- وتظهر المفاجأة ! في البيت الذي يليه ( الذي يليه جاءت هذه العبارة من الشرطة وهنا ملاحظة تستحق الابتسام ) فقد قال : "و كفى عجباً ! أني قنص للسرب سباني أغيدهُ !" , فالطرد وملاحقة الطرائد جينات عربية وليست تظهر في شعر القيرواني وحده فملاحقة الطرائد والغزلان والحمير الوحشية ظاهرة تظهر شرطية الشعراء العرب منذ قديم الزمان ( مبتسم أيضاً وهو يدون هذه الملاحظة ) فهم أفردو ظاهرة تسمى ( الطرديات ) في شعر القدماء ويظهر الشرطي الأعظم في بابه ( أبو نواس ) و الزير المهلهل و امرؤ القيس فهم ( العرب) يسمونها فروسية ويصح إطلاق أنهم شرطة ( قالها ليغيظ فقط )
- ثم في البيت السادس يقول : صنمٌ للفتنة منتصبٌ وهو شطر جميل في مبناه ومعناه , وهنا تظهر الملاحظة الفرويدية قبل الملاحظة الفنية فهو منتصب عند مشاهدة هذا الصنم ( وهو بيت معيب في معناه فالغزال الأهيف من لحم و دم ً ) وهو يهواه ولا يتعبده ُ فالتشبيه رائع ( صنم للفتنة ) وأوضح وجه التشبيه ( أهواه ولا أتعبده ) ولربما كان الغزال الأهيف مثالياً فهو صنم ( خال ٍ من الحياة ) ولربما كان الجمال في مشاهدة ذلك الصنم المثالي الذي يتفلسف به المثاليون المغرمون بخلق كائن لا حياة فيه فالجملة الاسمية ( هو صنم ) حذف منها المبتدأ تظهر جمال البيت فنياً وله نظائر كثيرة حذف منها المبتدأ في شعرنا المبجل الموقر
- وتظهر الجملتان الحاليتان ( أهواهُ ولا أتعبده ) في محل نصب تبرز استمرارية النظر ودوام النظر والمتابعة لصنم الفتنة الذي خلقه الشاعر .
- وتظهر عدة تشبيهات للمحبوبة ( غزال أهيف كلف به يطارده وينصب له شركاً ) هل اكتفى القيرواني بهذة الصورة الفنية ؟ أضاف لها أخرى أيضاً ( صنم منتصب للفتنة يهواه أيضاً ) . ثم أضاف صورة أخرى ( والخمر جنى فمه سكران اللحظ معربده ُ ) فلعاب المحبوبة كالخمر وعيناها كعيني السكران المعربد , إذا في قمة الجمال تلك المحبوبة سكر وعربدة وغزال فما أسعد القيرواني بالمحبوبة التي يتمنى وصلها ولعلها تطلعات دفينة للشاعر ( خمر وسكر وعربدة ومنام ) وهي ملاحظة فرويدية أخرى
!
- وتظهر الجملة الاسمية في محل نصب حال ( سكران اللحظ معربده ) في وصف يظهر جمال المحبوبة .
- وتستمر الجمل الحالية في النص ( وهو ما يمكن تسميه بمشهد تعبيري ) فالمحبوبة أيضاً تنضو سيفاً من مقلتها ولا يمكن إلا القراءة بتمعن بمشهد التشبيه وتلك الرموش التي كالسيوف التي يغمدها النعاس .
- وهكذا تستمر النص بجمل إنشائية يتمنى فيها وصل المحبوبة ( ما ضرك لو داويت ضنى ؟ ما أحلى الوصل و أعذبه ) وهي جمل شاعرية بالدرجة الأولى .
- قلتُ : بعد هذه الدراسة الماتعة لهذا النص (إذن هؤلاء هم العرب ( غزل وشعر و فن أدبي ) وغزل عفيف دون فاحش القول أو ممارسات مشينة , ولذلك كان أدبهم العظيم خالداً وممتعاً ورائعاً ويصح ترجمته للغات الأخرى ثم أنهم ( سبقوا الجميع للإبداع الفني في الأدب والشعر ) فهذا مجرد مثال لشاعر عاش في القرون الماضية , فليس بجديد إذن معرفة العرب للإبداع الفني فهم أمة خلدت تراثها و مجدها في شعرها وبرهنت شاعريتها ثم فاخرت بها الأمم الأخرى) .


تحياتي وقبلاتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق