الجمعة، 26 يوليو 2019

لحظات فارقة في الأزمة السورية (( من التاريخ السوري الحديث ))

في 23 يناير 2012 طرحت الجامعة العربية المبادرة لحل الأزمة في سوريا , وذلك ببدء حوار بين النظام والمعارضة يفضي إلى أن تنتقل الصلاحيات من الأسد لأحد معاونيه ويخرج الأسد وتنتهي بذلك أزمة الربيع السوري .



وبذلك تكون بعثة المراقبين العرب من الجامعة العربية قد واصلت جهودها , وترغب الحكومة السورية في مواصلة جهودها أما المعارضة فواصلت التصعيد بطلب من الأمم المتحدة التدخل .( بي بي سي عربي )


في الرابع من فبراير 2012 أول تدخل من مجلس الأمن الدولي و استخدام حق النقض " الفيتو " بخصوص الشأن السوري حيث قامت روسيا والصين باستخدام حق النقض الفيتو ضد قرار عربي يدين العنف ويدم خطة الجامعة العربية لتسوية الأزمة السورية .


س/ ما موقف السوريين في 2018 بعدما كان الحل مناسباً في فبراير 2012 بعدما كان الحل العربي - العربي متاحاً ؟


السوريون يعضون أصابع الندم بعدما كانوا أقرب من أي وقت مضى لتسوية الأزمة السورية بقرار عربي من الجامعة العربية , وحوار المعارضة والنظام ولو بشكل مبدئي هو ما يرجوه السوريون بعدما عانوا ويلات الحرب .


أين الفائدة من الحرب الأهلية طوال السبع سنوات من الحرب ؟


تصعيد المعارضة إعلامياً ودولياً زاد من معاندة نظام الأسد الذي رحب بالميليشيات الأجنبية والقوى العظمى لتدير الشأن السوري ويكتفي بالفرجة , ولو ما نلاحظه في قادم الأشهر .


- بحلول المنتصف من فبراير أفاد الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن عدد القتلى يصل إلى 8300 قتيل .



- في السابع عشر من فبراير استخدم العسكر قرار المواجهة الأمني وفرقوا بالقوة مظاهرة << جمعة المقاومة الشعبية >> شمال غرب العاصمة دمشق ,



* مزيد من الإصلاحات.


تنازل النظام السوري وانحنى للشعب وقدم المزيد من الإصلاحات , ووافق على دستور جديد لسوريا بعدما أعلن وزير الداخلية محمد الشعار في 27 فبراير أعلن 90% وافقوا على التعديلات الدستورية التي طرحها النظام السوري

و أبرز التعديلات الدستورية ( تعديل المادة الثامنة الخاصة بانفراد حزب البعث بالسلطة , وتحديد مدة الرئاسة بسبع سنوات ولولايتين فقط ) . ووصفت المعارضة بموقف تصعيدي التعديلات الدستورية بالمهزلة وواصلت التصعيد .



س/ لنعدد أبرز انحناءات بشار خلال سنة وشهرين للشعب السوري ؟


ا- قبل استقالة الحكومة وكون حكومة جديدة .

2-أطلق سراح المعتقلين مستثنياً بعض الحالات النظامية .

3-منح الأكراد السوريين الجنسية .

4- رفع حالة الطوارئ بالبلاد .

5- مزيد من التعددية الحزبية .

6-تعهد الأسد بانتخابات نزيهة قبل نهاية 2011 .

7-استقالة وزير الدفاع علي حبيب و إقرار بأن الحل الأمني مع الشعب كان قرار يشوبه كثير من الجدل الأمني . ووزارة الدفاع بعد علي حبيب تعاني الأمرين بخصوص العمليات الحربية لأن الجنود والضباط
يوجهون سلاحهم للمواطنين والمدنيين العزّل , وبذلك نتيجة للخلل الإداري كثرت الصراعات داخل وزارة الدفاع
السورية ,,, وكثرت الانشقاقات السورية من ضباط و جنود والتحقوا بالمعارضة المسلحة .


8- هذه الحلول خلال سنة من خلال مواجهة مباشرة بين الشعب والنظام دون تدخل أجنبي ! أما في الشهرين من 2012 فكانت الحلول دستور معدل يترك البعث فيه الانفراد بالسلطة , وتحديد مدة الرئاسة ولولايتين فقط ما يمهد لخروج الأسد .

لأن البعث لا يستطيع الانفراد بالسلطة وتقديم مرشح جديد , وخروج الأسد بعد الولاية الثانية أصبح حتميا , فماذا تريد المعارضة المعتدلة أكثر من ذلك ؟


- نستطيع أن نستشف الندم السوري بعدما أكلت الحرب الأهلية الأخضر واليابس , وهذه المقترحات التاريخية كانت كفيلة بنزع فتيل الأزمة . ولكن عناد المعارضة فوت عليها المكاسب لأنها تريد الربح الكامل المطلق وخسارة كاملة مطلقة للبعثيين وللنظام .

ولم تقدم مصلحة الشعب السوري , الذي حصل على تنازلات تاريخية ! والشعب هو المستفيد من تلك التنازلات ولكنها النظرة الحزبية الضيقة وحب الانفراد بالسلطة (( إنما العاجز من لا يستبد )) حسب رأي الشاعر العربي .


--في شهر مايو 2012 أعلن رئيس اللجنة العليا لانتخابات السورية نتائج انتخابات مجلس الشعب السوري , والمشاركة البرلمانية أكثر من 50 % , وقاطعت أكثر من جهة الانتخابات بحجة وقف العنف ,

هناك أمل دولي بالحديث لنواب مجلس الشعب السوري وبالحديث عن نواب منتخبين من الشعب وبذلك وجد العالم نواباً عن الشعب يتحدثون معهم لتقرير مصير الشعب السوري !!!

والحديث عن ملائمة التوقيت فهو أكثر التوقيتات ملائمة , فما بعد العنف إلا الإقرار بأن الجميع فقد البوصلة , فالمعارضة تم التنازل لها كثيراً من النظام بأوراق رابحة تخص الشعب السوري , ولكنها بدلاُ من الاستفادة من المطالب الشعبية , وربح الكروت السياسية واصلت التصعيد في تهور سياسي لا مثيل له.


إدارة الحرب تعني إنهائها بأقرب وقت ممكن , و بأسرع وقت ممكن لا سيما أن الطرفين المتحاربين من المواطنين , وبذلك يكون الخاسر الأكبر هو الشعب , وبذلك ضيعت المعارضة البوصلة ,
وطمعت بمزيد من الأرباح ومنها تنحي الأسد (( رغم إقرار النظام الضمني بتنحي الأسد بعد نهاية الولاية الثانية )) ولا بقاء للبعث منفرداً بالسلطة.

ونلاحظ بعد التنازل المرحلي عن السلطة أن الأسد والبعث يقاتلون من أجل ((مكاسب حزبية)) أما من حيث البقاء وعدمه فهم راحلون بعدما قرروا عدم تمديد الولاية الثانية للدكتور بشار الأسد , وخروج البعث من الانفراد بالسلطة .

* التدخل التركي بالأزمة السورية .


بدأ بعد إسقاط دفاعات جوية سورية مقاتلة تركية شرق البحر المتوسط , في شهر يونيو 2012 , وطلبت تركيا بصفتها عضو بالناتو تدخلاً دولياً حازماً ضد النظام السوري ,


* دعوة كوفي عنان إلى جنيف 1

دعوة الأمين العام المتوفي حديثاً كوفي عنان - رحمه الله - ,الدول الخمس الكبرى والعراق والكويت وقطر و الإتحاد الأوروبي لكل من الأمم المتحدة والجامعة العربية لبدء حوار سياسي في جنيف 1 بهدف إنهاء العنف وبدء انتقال سياسي في البلاد ,

وذلك في شهر يونيو 2012 ونلاحظ غياب إيران وتركيا والسعودية وحزب الله اللبناني من المشهد .



- لدينا المتدخلون في الأزمة السورية ويمكن حصرهم وهم النظام والمعاررضة المسلحة المنشقة من الجيش السوري و القوى الكبرى بمجلس الأمن , وإلى هنا والعبث بسوريا يمكن التحكم به والسيطرة عليه بقرارات دولية رادعة .


وينص الاتفاق المنعقد في جنيف في 30 يونيو على تشكيل حكومة من النظام وآخرين من المعارضة , واختلفو على دور بشار الأسد بالمرحلة المقبلة ؛ حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الاتفاق لا ينص على رحيل الأسد .

في حين تشير وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون على أن الاتفاق يمهد لمرحلة ما بعد الأسد , وان الرئيس يجب أن يعرف أن أيامه معدودة ,

يقول المؤرخ إن عدم تمديد الولاية الثانية خروج حتمي من الأسد , وعدم بقاء البعث في السلطة , فعلام الاتفاق الدولي وأين الاختلاف في وجهات النظر , فالأسد ونظامه أعلنوا أن عدم تمديد الولاية الثانية خروج بعد مرحلة انتقالية ,

فهل كان المجتمعون في جنيف على غير علم بالتطورات السورية ؟ وتعديلات الأسد الدستورية و تنازلات نظامه للسوريين ؟ يرجح المؤرخ أن تصعيد الأزمة دولياً دون البحث عن أسبابها بشكل فعلي كان غلطاً في البحث السوري منذ البداية.

أما كوفي أنان فيقول أن الحل توافقي للسوريين وهو رأي الأمم المتحدة التي التزمت الحياد بالأزمة السورية , و قال عن مصير الأسد أنه يرجع للسوريين وحدهم ..



أين الجديد في الأزمة بعد تكشفها تاريخياً .


- المعارضة المعتدلة رغم تهورها سياسياً والطمع بكل شيء على طريقة الثورة تربح والبلد والنظام يخسرون , أشارت إلى الجهل السياسي بحل الأزمة , ونشير إلى غياب المجلس الوطني السوري الذي يجمع أطياف المعارضة ما دوره ,

وكيف اختفى ؟

- المعارضة المعتدلة دخلت الجانب الميداني واختارت المواجهة العسكرية مع النظام رغم انحناء النظام للشعب و كان يمكن لجم الثوار
وكسب المعركة بسرعة والخروج بظفر سياسي بتنازلات النظام , وكسب ورقة التعديلات الدستورية التي أخرجت الأسد والبعث نظامياً .



- الأسد بدخوله للميدان وإدخال الجنود والضباط المواجهة مع الشعب خسر كثيراً , و خسر ضباطه الذين كثرت انشقاقاتهم أولاً بأول , وخسر البعث انفراده بالسلطة , وخسر التمديد لولاية ثالثة بعد التحديد بولايتين .

يمكن القول هنا إن الربيع العربي وقف في لحظة فارقة لم يستفد منها السوريون , فالأسد على وشك الخروج , والانشقاقات كثرت , والبعث آوت من السلطة , والنظام يحارب الشعب وفقد البوصلة , فماذا تريد المعارضة أكثر من ذلك ؟

تحديد تاريخ المشكلة في يونيو 2012 . بعد دعوة الأمم المتحدة ( دعوة كوفي عنان رحمه الله ) في جنيف .


للحديث في الشأن السوري بقية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق