محمود
تيمور أديب مصري , عُرف بكتابة القصة القصيرة , والرواية , والرحلة , و " النقد " الأدبي .
ولد
أواخر القرن التاسع عشر في القاهرة , وتوفي عام 1973 , و حيث ولد ببيت علم وأدب .
وكان أخوه ( محمد تيمور ) أحد الكتاب الذين أرسو القصة القصيرة الواقعية في الأدب
العربي , مات محمد تيمور صغير السن .
· جمع مؤلفاته ( محمد تيمور ) أخوه محمد ( ما تراه
العيون ) .
· عرف محمود تيمور بأنه أحد أعلام القصة القصيرة
الواقعية , و بتأثره بالأدب العربي القديم , ( ألف ليلة وليلة ) خصوصاً . ولكنه لم
يكتف بالأدب العربي , بل اطلع على الأدب الغربي ( الفرنسي ) على وجه الخصوص , و
كان الأديب الذي ترك فيه أكثر الأثر هو القاص الفرنسي ( دي غي موباسان )
· مر محمود تيمور بمرحلتين :
المرحلة
التسجيلية : كان فيها حريصاً على وصف البيئة الشعبية في "المدن"
والأرياف , وكان يهتم بإبراز شخصيات استثنائية , وهذه المرحلة رغبته في تصوير النماذج الاجتماعية , والبيئة
المحلية , ودفعته إلى أن يكتب الحوار
بالعامية المصرية .
· المرحلة التسجيلية : وبهذه المرحلة يبتعد عن
تصوير الخارج ويهتم بتصوير الباطن محاولاً النفاذ إلى النفس البشرية في عواطفها و
أفكارها ومواقفها , فلم يعد يسعَ إلى
التقاط الشخصيات الاستتثنائية بل صار هدفه
" اختيار الشخصيات النمطية " مع الحرص على إبراز عوالمها الباطنية .
· محاور القصة :
1/المصدر
الأول : الأركان القصصية .
أ/
الشخصيات . ب/ الأحداث . ج/ المكان . د / الزمان .
2/
المصدر الثاني : الأدوات القصصية :
أ/
السرد . ب/ الحوار . ج/ الوصف . د/ التحليل النفسي .
الركن
الأول : الأحداث
· كيف نفرق بين الأركان والأدوات ؟
· الأركان هي المادة الخام التي صنع منها النص ,
والأدوات هي الرسائل التي يستخدمها القاص للتعبير عن النص .
· ما الأحداث التي تقوم عليها القصة ؟
·
1/
الحدث الكبير : الوشاية . 2/ الجريمة : القتل .3/ القبض على المجرم . 4/ التحقيق .
5/ الاعتراف .6/ حكم الإعدام . 7/ تنفيذ الحكم .
- هذه أهم الأحداث .
هل
جاءت الأحداث مرتبة ترتيباً زمنياً ؟
لم تأت
الأحدااث مرتبة ترتيباً زمنياً .
القصة
تروي لنا أحداثاً ولكنها لا تقدمها بحسب
الترتيب الزمني ! , بل تركز على فترة زمنية معينة قصيرة مدارها على اللحظات
الأخيرة في حياة عبد المتجلي قبل تنفيذ الحكم فيه .
· الشخصيات : عبد المتجلي .
· شخصيات ثانوية :
وتنقسم إلى قسمين : أ/ شخصيات حاضرة : مأمور السجن , الطبيب , وشرذمة من
رجال الشرطة , والشخص الذي يتلو حكم الإعدام , والشبح الذي قابله باللحظات الأخيرة
.
· ب/ شخصيات غائبة : الواشي ( سعداوي ) الذي اعترف
بذلك , صديق عبد المتجلي ( القتيل ) , أخت
عبد المتجلي ( ستيتة ) , القاضي , الأهلون , شرطة ورجال تحقيق , شاهد , ومحام ,
وحجّاب ,المأمور الذي قبض عليه , ووكيل النيابة الذي حقق معه و أدانه ,
والقاضي الذي أصدر حكمه فيه .
الشخصيات
الثانوية الغائبة أكبر من الشخصيات الثانوية الحاضرة .
· الفرق بين الشخصيات الجاهزة والمتطورة ؟
· الشخصية الجاهزة لا تتطور بمرور الزمن , أما باقي
الشخصيات فجاهزة .
· تحول عبد المتجلي من الصلاح والاستقامة إلى
الجريمة و العدوان , ظلّ متردداً موزّعاً ( شخصية إشكالية ) , يحاول يجد لنفسه
عذراً , بين تبرئة " النفس " و إدانتها .
· الزمان : فيه إشكال في هذا النص : لدينا زمن
الأحداث و زمن القصة .
· زمن الأحداث : طويل نسبياً وهو غير محدد , يصور
التجربة التي مر فيها عبد المتجلي منذ كان عزيز قومه , وعميد بلدته , ورجل الدين و
"الدنيا" , من جمع الشريعة والسلطان , وهو شخصية ذات نفوذ وجاه , وحاكم
مهيب الرأي , يفصل في المنازعات , وينزل العقوبات , دون أن يرد له نهي أو أمر .
· و يستمر زمن الأحداث إلى نهاية حياة عبد المتجلي
.
· زمن القصة قصير : من قبيل الفجر إلى ما بعد شروق الشمس . بدا زمناً نفسياً لا
ميقاتياً , فالزمن الميقاتي يحسب بالدقائق .
· الزمن بالقصة زمن نفسي , وهو ما يفسر انفتاح هذا
الزمن القصير ميقاتيا على كامل حياة عبد المتجلي , وقد تحقق بذلك باعتماد طريقة
" التذكر " التي مكنت الشخصية من استعادة الأحداث الماضية , وكأن هذه
اللحظات الأخيرة من الحياة , اختزال حياته ( لحظة حساب ) .
· كل زمن الأحداث تم اختصاره بالقصة .
· المكان : المكان الرئيس هو السجن , فيه الزنزانة
, ( حجرة فردية ) , و نجد أماكن أخرى , في السجن , ذكر أيضاً الدهليز .
· سيق إلى حجرة فيها منصة .
· هذا المكان يسوده الغموض والظلام , لأنه مغلق .
· قاعة المحاكمة . مخدع أخته . بلدته .( لم يذكر
بها تفاصيل ) . و ذكر أنها بلدة صغيرة من بلدات الصعيد المصري .
· نلاحظ ضبابية في الزمان والمكان .
· لم يحدد الزمان بدقة والمكان بدقة ؛ ولاحظ الشخصيات التي بلا أسماء
.
· نلاحظ أن تيمور
ترك الإطار الزماني والمكاني للأحداث مبهمين , فلم يحدد لها موقعاً واضحاً عدا أنها من بلدات الصعيد , ولم يدقق في
الفترة الزمنية , التي وقعت فيها الوقائع , وترك عددا من الشخصيات دون تسمية و دون
وصف ! , وهذا الغموض وىالإبهام يقومان
بوظيفة محددة هي أن محمود تيمور كان يريد من خلالهما , أن يؤكد أنه لا يهتم
بالواقع المحلي الضيق , بل يسعى إلى معالجة قضية إنسانية عامة , يمكن أن تطرأ على
أي شخص , و في أي زمان و أي مكان , وهذا ما يؤكد إنتماء القصة إلى المرحلة
التحليلية في مسار التجربة القصصية لمحمود تيمور .
· الأدوات :
· 1/ السرد 2/ الحوار 3/ الوصف 4/ التحليل النفسي .
· جاء السرد بضمير الغائب , فشخصية عبد المتجلي
تبدو متحدثاً عنها ,فالنص يقدم راوياً مختلفاً عن الشخصية , و هذا الراوي يصف لنا
ما يفعله و يفكر فيه عبد المتجلي , وتقوم الحبكة على تجميع الزمن في الساعات
القليلة التي سبقت تنفيذ حكم الإعدام في
عبد المتجلي , ولكن هذا السرد ليس خطياً ( السرد الخطي يراعي تطور الزمن ) , لأن
الراوي نقل إلينا أحداثاً ماضية وقعت خارج السجن , ودارت على الجريمة والتحقيق
والمحاكمة .
· وهذا ما نسميه المفارقات الزمنية ( السرد ليس خطياً ) , وهذه المفارقات على
نوعين : الأول : ( الارتداد ) الذي يتضح بالعودة إلى الماضي والتذكير بوشاية
سعداوي , وما ترتب على ذلك من جريمة مزدوجة , وهذا الارتداد يتجلى في مراحل كثير
من النص .
· الثاني : الاستباق : وهو الحديث عن الشيء قبل
وقوعه , ويظهر هذا في تلك الإشارات إلى حكم الإعدام , والإشارات إلى المستقبل .
· الحوار : الحوار ليس لدينا في هذه القصة حوار
مزدوج , أو عبارات حوارية متقطعة , أكثرها على لسان الشخصية , خاصة في الحوار
الذاتي ( المونولوج ) بمعنى ( الشخصية تخاطب نفسها ) .
· ص 387 مثلا يقول : " و أحب ان يتكلم بصوته
الجهوري الحاد و أن يقول : ليس في طوق أحد أن ينالني بضر , فإذا بشفتيه تجمجمان
... " .
· النص ينفتح على عالم الباطني للشخصية من خلال
المونولوج , وهذا كثير في النص ,وهذا الحوار الباطني يتداخل والسرد , حتى أن صوت
الراوي وصوت الشخصية يتداخل. هذا الحوار الباطني جعل القصة تقدم على نوع من الغموض
الذي يتجلى في التماهي بين رؤية الراوي , ورؤية الشخصية .
· الوصف : نلاحظ كثرة الوصف : وقائم على الغموض ,
"نحن" لا نرى الأشياء كما هي , وإنما نراها من خلال نفسية الشخصية .
والغموض واضح في النص , ( الضباب المتراكم
, تشابكت في رأسه المشاهد , أبصر خلف الضباب الذي كان يغشى عينيه شبحاً يدنو منه )
. فالوصف ليس وصفاً للعالم الخارجي بل وف للعالم كما تراه وتحس به الشخصية .
· التحليل النفسي : نلاحظ أن هذا النص جاء بتصوير
لحظة فارقة بين الحياة والموت , وقد عمد إلى التعمق في تحليل نفسية الرجل , فجاءت
شخصية متمزقة ضائعة متألمة نادمة مطمئنة إلى قدرة الله سبحانه وتعالى و مضطربة و
خائفة من النهاية المأساوية , لذلك قام هذا النص من جهة التحليل النفسي على :
· 1/ استبطان الشخصية : الغوص في مشاعرها وذكرياتها
, وأحلامها , وذكرياتها , ومصائبها .
· وهذا الاستبطان سمة من أبرز سمات الكتابة
التحليلية القصصية عند تيمور في المرحلة التحليلية .
(
محاضرة جامعية ) ....عام 1436هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق