السبت، 3 أغسطس 2019

الحــــــــــــريــة الدينية في كوريا

الحــــــــــــريــة الدينية في كوريا



الإسلام دين جديد دخل في كوريا ؛ فالإسلام لم يدخل في هذا البلد إلا في وقت متأخر , فقد دخل الإسلام بعد نهاية حرب الكوريتين عام 1955 م , ويُعتقد أن المسلمين العرب دخلوا لكوريا أثناء حكم أسرة شن-وا في القرن الثامن الميلادي .

ففي سبتمبر - كما تشير الوثائق التاريخية - زار مئة عربي في السنة السادسة عشرة لحكم الملك هيونج-جونج في خلافة جو-ريو في القرن العاشر الميلادي زار مئة عربي البلاد الكورية وعرضوا ثقافتهم وحضارتهم على الكوريين .

وكان التجار العرب لا ينطقون كلمة (جو-ريو) بشكل جيد وصحيح ومن ثم أطلق على البلاد الكورية هذا الاسم " كوريا " , ولا يوجد أي أثر للإسلام والمسلمين في تلك الحقبة الزمنية .


وأثناء الحرب الكورية (الشمالية والجنوبية) طلبت الأمم المتحدة الأعضاء إرسال قوات لحفظ السلام أثناء حرب الكوريتين , وكان ذلك عام 1950 م . وكان الأتراك من أوائل من أرسل القوات للكوريين , و خلال الجنود الأتراك دخل الإسلام لكوريا , واعتنق قليل جداً من الكوريين الدين العظيم سنة 1955 م .


ونتيجة لذلك أرسلت تركيا اثنين من الأئمة لكوريا , وهم الشيخ " زبير كوجي " والشيخ "عبدالرحمن" لتعليم الكوريين الدين الإسلامي وبعد ذلك بدأت الجهود المتواصلة و " المنظمة " لنشر الدين الإسلامي الحنيف في كوريا الجنوبية .


وأثار دخول الإسلام لكوريا العديد من الدول الإسلامية , فبادرت ماليزيا سنة 1963 عن طريق السيد داتو حاج نوح المتحدث باسم البرلمان الماليزي بزيارة كوريا والاطلاع عن قرب بأحوال المسلمين الجدد .

وفي سنة 1965 زار السيد داتو حاج نوح كوريا مرة أخرى وتأسيس ( الإتحاد الكوري الإسلامي) بناء على نصيحته . ولازال هذا الاتحاد قائماً وهو المنظمة الإسلامية المعترف بها قانوناً من الدولة.


وبعد رجوعه لماليزيا قام رئيس الوزراء الماليزي -آنذاك - تنكو عبدالرحمن بمنح 100 ألف دولار ماليزي لهذه المنظمة الإسلامية في كوريا .


وبدأ الإسلام ينتشر في كوريا بسرعة كبيرة عندما فتحت أغلب الدول الإسلامية يديها وكانت المملكة العربية السعودية سباقة في التبرع للجالية المسلمة في كوريا.


- الحالة الاجتماعية للمسلميين الكورييين
:

رغم العدد القليل والتاريخ القصير للوجود الإسلامي في كوريا فإنهم يعملون بنشاط منقطع النظير في الجهود الدعوية الإسلامية هناك .

وبعض المسلمين يتقلد مناصب عالية في الحكومة , و كثير منهم أساتذة ومثقفين و صحفيين وديبلوماسيين رغم الجهل الكبير بالإسلام هناك.

يعتبر الإسلام بالنسبة للشعب الكوري دين (( غير مفهوم )) ؛ كانت البوذية -ولازالت - ديانة مؤثرة في الشعب الكوري وهي الدين الرسمي والتقليدي خلال فترة حكم أسرة (كو-ريو) في القرن الثامن ,ودخلت الكونفوشيوسية (=نسبة للفيلسوف كونفوشيوس ) في الحياة الكورية خلال حكم أسرة (لي) لمدة 600 عام , ودخلت الديانة الكاثيوليكية الرومانية منذ زمن طويل .


وتعتبر كوريا بلد علماني بإمتياز لا يعتنق 55% من الشعب أي دين ولا توجد لديهم عبادات خاصة , وكثير من عاداتهم وتقاليدهم القديمة تشبه لحد كبير تعاليم الإسلام.

والشعب الكوري شعب متعلم و 99 % منه متعلمين -رجالاً ونساءً- و 80% منهم تلقى تعليماً عالياً ,فالشعب الكوري شعب متعلم والأمية فيه ضعيفة جداً .

وتاريخياً لم تكن أي عداوات قديمة بين الإسلام أو الدول الإسلامية وبين الشعب الكوري , وهو ما سهّـل دخول الإسلام هناك ببساطة.



- الدور الحكومي في نشر الدين الإسلامي بكوريا .


اهتمّـت الحكومة الكورية بالدين الوافد الجديد لكوريا , وسهّـلت كافة الصعوبات لتحويل الفكرة (الحلم) المتمثلة بإنشاء الجامعة الإسلامية الكورية حضر جميع الوزراء المعنيين وكبار موظفي الدولة والقادة العسكريين هذه المناسبة في سبتمبر 1980 م .

وحصل المسلمون على دعم سعودي سخي تمثل في زيارة المغفور له -بإذن الله- صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية إلى كوريا وتقديم سموه الدعم المالي اللازم .

وقصة إنشاء الجامعة تستحق التوقف عندها . فقد زار يرحمه الله كوريا بزيارة رسمية في يوليو 1977 م , وبعد أن علم من المركز الإسلامي بسيؤول بمشروع الجامعة الإسلامية الكورية طلب سموه أن تمنح الحكومة المسلمين الأرض اللازمة لإقامة الجامعة عليها . وبتوجيهات سعادة (شو دوهو آن) الرئيس الكوري آنذاك منحت الجامعة قطعة أرض مساحتها 430 ألف متر مربع . وأضافت لها الحكومة الكورية بإقامة طريق يصل طوله 3 كيلو متر يصل هذه الأرض بالطريق العام لتسهيل حركة التنقل والمواصلات .


وعقب الاحتفالات ووضع حجر الأساس شكلت الحكومة الكورية لجنة رسمية تتناول المشروع ولتقوم الجهات ذات العلاقة بأداءها المنوط بها , وتجهييز معايير خاصة تتلائم مع الوضع التعليمي بكوريا ولتضمن سلامة الخصائص الإسلامية للجامعة وحرية تدريس مواد الدين الإسلامي.


وتتضمن هذه اللجنة من سكرتير رئيس الجمهورية وسكرتير رئيس الوزراء وممثلي وزارات الخارجية والثقافة والإعلام والتعليم في الحكومة الكورية بجانب أعضاء الاتحاد الإسلامي الكوري.


-حرية الديانات الأخرى في كوريا
.

انتشرت المسيحية في كوريا منذ حوالي 130 عام وطبقاً لإحصائيات كورية فعدد المسيحين بما فيهم الكاثيوليك يبلغ 6 ملايين أو يزيدون

انتشار المسيحية لم يكن بنشر الكنائس ؛ فالكنيسة بالنسبة للكورييين مجرد مكان للعبادة والكوري سواءٌ كان عاملاً أو موظفاً لا يجد الوقت الكافي لزيارة دور العبادة .

فقد ركزت البعثات التبشيرية على بناء المدارس (ابتدائية , ثانوية) وكليات وجامعات يتربى فيها الشاب الكوري على أسس المسيحية.

وفي العادات والتقاليد الكورية : دور الوالدين والأسرة لا يتدخل -أصلاً- في موضوع اختيار الدين أو الملة التي يختارها الأبناء.



أما البوذية فقد كانت ديانة الدولة قبل 10.000 سنة قبل ظهور أسرة (لي) عام 1392 م , وعدد المعابد البوذية حوالي 1000 معبد بوذي على مستوى البلاد.

ولا يختلف نشر الديانة البوذية عن المسيحية فعن طريق بناء المدارس يتربى الشاب على الديانة البوذية , وعمل رجال الدين المسحيين كبير جداً لنشر المسيحية هناك وجذب الشباب (البوذي) للدخول فيها.


ويعيش الشعب الكوري في وئام وسلام وتجانس كبير بكافة الديانات المسيحية والإسلامية والبوذية , ويتقدم الشعب الكوري بصناعاته التكنولوجية الفائقة الدقة , وتتطور البلاد وتسير بسرعة " الصاروخ " لتحقيق رفاهية وطموحات المواطن الكوري .





تقفيلة

قال تعالى : {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة , ولايزالون مختلفين} [سورة هود :118 ]



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق