سنة أولى تدريس .
العقار الدامي , كان هذا نصاً شعرياً أثار لدي
كثير من الملاحظات ! كيف لا وهو أول نص
أقوم بتدريسه أمام الطلاب . شعور جميل و تجربة رائعة و أيام خالدة كانت في مدرسة ( سهل بن بيضاء ) بحي الخليج
المتوسطة .
· النص جاء على بحر الخفيف ( فاعلاتن مستفعل
فاعلاتن ) وهو مدخل جيد لفهم النص وتحليله
, فتفعيلات النص خفيفة , و الخفة والتمويه
أحد أغراض التي أرادها الكاتب, وهي أحد أغراضه البعيدة .
·
النص
موثق في كتاب ( لغتي الخالدة ) للصف الثالث متوسط , الفصل الدراسي الثاني , كتاب
الطالب , طبعة 1435-1436 هـ لمن أراد تذوق النص و قراءته .
· كاتب النص الكاتب ( عبدالله جبر ) . و قد أعياني
البحث لإيجاد ترجمة له في أحد مصادر الأدب السعودي .
·
ولد
عبدالله جبر – كما يبين من فقرة أتعرف على الأديب – في مكة المكرمة 1362هـ , وله
عدة دواوين شعرية ( الثرى والثريا , وهو الديوان الذي ورد فيه هذا النص , و للحضارة ثمن , وأريد عمراً رائعاً , و حديقة النار والورد ) .
·
حيث
يمكن للقارئ العزيز مراجعة هذه الدواوين
الشعرية في المكتبات الوطنية والتعرف أكثر على الشاعر .
·
تأملت
التاريخ السعودي عندما كنت أبحث عن عبدالله جبر , ووجدت أن تأسيس المملكة عام 1351
هـ وولادة عبدالله جبر عام 1362هـ , ولم أجد في قراءتي – المستعجلة – في هذه
الفترة أن الملك المؤسس قد أعدم أحداً في هذه الفترة .؟
فمن هو المعني بقوله : من مجيري من العتاة اللئام
,,, بعقاب أقسى من الإعدام .؟
وبالرجوع لبدايات تأسيس المملكة . وقبل استتباب
الأمن فيها فهل يعني الشاعر أن المعني بهذا البيت هم ( الحنشل ) أو قطاع الطرق ؟؟
علماً أن مفردة الإعدام ( قانونية ) صرفة , بينما المتعارف عليه
تاريخياً الثأر أو القص أو ما إلى ذلك من مفردات المتناسبة مع الحالة .
· ( العزم , الحزم ) المفردتان اللتان وردتا في
البيت الثالث :
وهي كانت من قبل عزماً و حزماً ,,, و طموحاً يعلو
مع الأيام .
·
هاتان
المفردتان لم تدخل القاموس الشعري السعودي إلا حديثاً , و أعني بذلك مجيء
المفردتين سوياً في جملة واحدة , أو مجيئهما متجاورتين و لم ترد - حسب ما أعرف –
في الشعر السعودي الحديث , وهذه المسألة تحتاج لمزيد من النظر ! .
·
فكيف
جاءت المفردتان بهذا الشكل الحديث في نص قد كتب ( حسب الافتراض ) منذ أيام
التأسيس وهي فترة زمنية طويلة .
·
النص
كما يبين الكتاب – وهو مقرر دراسي للتلاميذ – يتحدث عن أضرار المخدرات , و هنا
أيضاً تساؤل عن الموضوع ! هل كانت المخدرات موجودة أيام التأسيس ؟؟ خصوصاً أن
مفردات ( الإدمان , مجال التمويه والإيلام ) جاءت بفترة متأخرة جداً للمملكة ! و
إن كان الشاعر عبدالله جبر يعرف عنها شيئاً في ذلك الوقت فهو أحد فلتات الزمان ,
ويحق لنا نفخر فيه شاعر سعودي انتبه لأضرار المخدرات على شباب الوطن مبكراً .
· شرح الكتاب مفردتي ( العزم , والحزم ) منفصلتين و
ليست ذات دلالة سياسية كما يحمل معناها الحاضر , فعرف المفردتين معجمياً : ( العزم
: القدرة على تحمل الصعاب , والحزم :
الاستعداد والمنهج القويم ) .
·
إضافة
لهذا بقي أن نشير لمفردة الوحش ذات دلالات مهمة في فهم النص , فالقاموس المحيط
يشرحها : ( الوحشة : الهم , و والخلوة , والخوف , والأرض الموحشة ) , والوحش : حيوان البر كالوحيش , وهذا مهم لفهم
التمويه وكيف أثرت على هؤلاء الشباب حتى
كادت أن ( تكفنهم في حياتهم قبل مماتهم )! .
·
و بعد
هذه الملاحظات , نتوصل إلى أن النص ما هو إلا مادة إعلامية مجهزة مسبقاً أضيفت للمنهج الدراسي ؛ لأغراض
تربوية ( نحسبهم كذلك والله حسيبهم ) .
·
و من
باب الإحاطة الشاملة للموضوع , فقد قتل زعيم القاعدة ناصر الوحيشي في اليمن بطائرة
أمريكية بلا طيار 30 شعبان 1436 هـ .
·
وأحتفظ بذكرياتي الشخصية خلال مزاولة شرح الدرس
أمام الطلاب , فهناك الكثير مما لا يروى .
·
فصل
3/5 ,
وفصل 3/2 و فصل 3/4 كانت تدور فيها شروحات الدرس .
· قم للمعلم وفه التبجيلا ,,, كاد المعلم أن
يكون رسولاً .
· يوم الأحد 20/12 /1436هـ
أضفت شيئاً يسيراً " مهماً " بنظري , فالمادة الإعلامية الخاصة بأضرار المخدرات جاءت
بالوحدة الخامسة للكتاب , و قد جاءت
مفاجئة تلكم الرسالة أن يكون أول درس أمام التلاميذ عن أضرار المخدرات !! ((ولربما كانت المصادفة
وحدها أن يكون الدرس الأول عن أضرار المخدرات )) فثلاث حصص خلال يوم واحد كانت –
بنظري – قليلة جداً للتطبيق !! خلال عدة
أسابيع قليلة جداً , و عرفت ( بالتقصي ) عن تطبيق المدرسين خلال فصل دراسي
كامل و ساعات طويلة يطبقون أغلب ما تعلموه من " طرق التدريس " , أما ما
مرّ عليّ فكانت ساعات قليلة يوم الثلاثاء
من كل أسبوع لتطبيق " التربية العملية " خارج الجامعة.
كان
الزملاء داخل صالة المدرسين يدردشون و
يحضرون للدرس سوياً , " اثنان ذكراهم
عطرة " , و نخرج بعد التحضير و شرب الشاي إلى الأعلى لزيارة الفصول " الضيقة و المتهالكة
" فالمبنى قديم , و بجواره مركز
شرطة ( ربما قد مرت مرور الكرام الملاحظة
) و
لاحظت ظاهرة الكتابة على الجدران بعبارات عنصرية ذات دلالة و اهتممت كثيراً بكاركاتير موجود في صالة المدرسين وضعوه على الحائط مأخوذ من صحيفة إعلامية سعودية يشرح
الكاركاتير صورةً لكتاب مشخص بشكل آدمي قد ركع على قدميه و يسأل أحد التلاميذ بعبارة " أرجوك
إقرأني " , و قلت بنفسي كافٍ لفهم الواقع المدرسي بنسبة
كبيرة .
قصص التلاميذ مع مدرسهم كانت سبباً ضمن عدة أسباب لتقصي الواقع المدرسي من
جهة الاختصاص , وكانت قصص العلاقات والتفحيط
تخرج بالدرس كثيراً عن مساره , و
لربما كانت صعبة ضبط الحصة المدرسية مع المراهقين استطعت تجاوزها بنجاح , و قد
كانت عبارة مهمة قالها أحد التلاميذ في الأسابيع الأخيرة من التربية العملية " تجمع طلابي بحوالي 6 – 8 طلاب يطلبون أن
يبقى معلمهم معهم و لايطلبون سواه " فمحبة التلاميذ لأستاذهم غاية الذكرى العطرة لتلك المدرسة التي هي من أحلى
ذكرياتي في مسيرتي . و لم يعد مهماً ان
كان مبناها قديماً أم حديثاً ! على الطراز القديم أم الحديث , فتقديم المادة
بطريقة جيدة كان كافياً بنظري لتجاوز
المسألة .
من القصص التي
بقيت معي الأسئلة العنصرية التي
يوجهها التلاميذ إلى مدرسهم التي أوقفت الشرح بشكل مفاجئ! , و
تجاوزت المسألة بسهولة بإيقاف الدرس
, وسؤال الجميع عن المسألة العنصرية
واحداً تلو الآخر . ثم أضفت بشكل هادئ فاجأ الزملاء بالجواب على المسألة العنصرية " خضيري
" أين القضية ؟
انحرج الجميع بعد أن رحبتُ بهم جميعاً واعتبرهم كالزملاء , و أكملت الدرس بعد الإحراج
, و تجاوزت المسألة بنجاح .
- كانت المدرسة مجتمعاً مصغّراً تجد فيها قصصاً
اجتماعية , ولقد انبسطت كثيراً في الاستماع للقصص
من الطلاب الذين وجدوا فرصة في الحديث بحصص الانتظار , فدرس الانتظار أن
تأخذ مكان أحد المعلمين لتملأ وقت فراغك وفراغ التلاميذ بأي شي.
-
غادرت
المدرسة بعد نهاية التربية العملية و أخذت الدرجة النهائية للإمتحان النظري بعد
نهاية التربية الميدانية , و أعلى الدرجات هي ما يبسطني ويبهجني و لله الحمد .
-
كانت
أياماً حلوة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق