كيف تطور موهبتك ؟
قبل أسبوعين , حضرت في النادي الأدبي بالعاصمة
دورة بعنوان : " كيف تطور موهبتك " للدكتور الأديب " بدر الراشد
"ركز الدكتور بدر الراشد على الموهبة
بشكل عام , والموهبة الأدبية بشكل خاص , وأكد على أن الموهبة " اقتدار ذاتي
فطري " . فالموهبة : ( مستوىَ عالٍ من الاستعدادات الخاصة في مجال معين , و
هي الأدب بشكل خاص ) و أشار إلى أهمية تنمية الموهبة أدبياً و ذلك بالقراءة الجادة
المكثفة كثيراً , فالشاعر يجب أن يقرأ الشعر كثيراً , ويحفظ منه بقدر استطاعته ؛
لكي يتمكن من تطوير موهبته الشعرية , و القياس على الكاتب و والروائي و القاص كلٌ
في مجاله .
-إلى أهمية القراءة الجادة , أضاف الدكتور بدر
الراشد مسألة في غاية الأهمية و هي تنويع القراءة , واستعرت – ملخِّصاً - الصورة التالية لتقريب الأمر بصورة واضحة :
لدينا قدر كبير لإعداد وجبة لذيذة , فحتاج عدد من الخضروات , والبهارات , والأرز ,
واللحم , وهي الروافد التي تمثل الروافد
المنوعة في قدر المبدع ؛ أي عقله .
و لابد من فترة تطبخ فيها المعلومات , حتى نحصل
على وجبة لذيذة , و أضفتُ : " هي مسألة في غاية الدقة ؛ فالخضروات ,
والبهارات وتحضير أي طبخة متوفر في أقرب
محل تتبضع فيه – صديقي القارئ - , و لكنك
تفضل طاهٍ على آخر رغم تساوي التحضيرات ,
وهنا تتدخل الأذواق وهذا يطلب
جمهوراً ذوّاقاً للأعمال الفنية (الأدبية) ,
فيستطيع الطاهي أن يطبخ وجبة سريعة قليل الفوائد سريعة التحضير تصيب القارئ
بالتخمة وهذا ما يختص به مجال معين (كالصِّحافة) على سبيل المثال" .
قلتُ : قال المحاضر أيضأ : و اتساع الثقافة
والقراءة تحتاجان لمهارة أخرى وهي هامة هي : " تنظيم الوقت " ؛ لكي
يوازن الأديب لمتطلبات حياته وشأنه الشخصي
, و بالإضافة لما سبق أشار الدكتور بدر الراشد : لأهمية الرياضة ؛ فالعقل السليم
في الجسم السليم ؛ لذا فالنشاط قرين الإبداع والعكس صحيح .
-
يمثل
كل ما سبق الاستعدادات الخاصة قبل
الانخراط في العملية الكتابية فالنص يحتاج
لتجلّ ووقت خاص , لذا ينصح الدكتور بتسجيل الخواطر حال تواردها على الذهن ؛ لئلا
تطير , فالفكرة صيد و الكتابة قيده , و من الحماقة أن نطلق الصيد بعد إمساكه .
-
و
الكتابة كالطعام المطبوخ – كما أشرتُ – فهي ربط لأشياء غير مرتبطة يصوغها
الكاتب برابط جديد ؛ كالتقديم و التأخير ,
و السبب والنتيجة , و ربط اختصاصين غير مترابطين ظاهرياً و هنا تنبع أهمية تنمية الروافد . و في النهاية يحتاج الكاتب للتعديل و التطوير
والتجويد لفكرته , ويتخذ من " زهير بن أبي سلمى " مثالاً ؛ فقد كان ينقّح
قصائده ؛ و لذا سميت بالحوليات , ويكون الإنتاج جاهزاً للتداول و الإعجاب .
-
خلاصة
المحاضرة : الكتابة استعداد مسبق ينمو بالقراءة المكثفة في اختصاص ما , ينقح و
يجود قبل النشر قلتُ :استفدت من هذه الدورة كثيراً.الخميس 25-4-2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق