أمنيات صغيرة .
عام ميلادي جديد , أبدأ فيه دراسة المستوى الخامس
في الكلية , وأستعد لبذر فصول
التفوق, وحرث أرض النجاح , وسقاء
نباتات اللغة العربية .
إجازة تطوي أوراقها , كانت أجمل أيام حياتي ,
قرأت فيها ثلاثة كتب من مكتبتي الصغيرة , وشاركت بفعالية ونشاط في مناسبة سعيدة
كانوا فيها أنساب أخي محمد ضيوفاً بدارنا ,
شاركت في إصلاح أبواب المنزل , وتعرفت على صديق هندي رائع اسمه ( أرشد ) . كان شخصاً لطيفاً رائعاً
و استفدت منه الكثير من الدروس الصامتة بوفائه وإتمام "العمل " على
يومين , وسماحة صدره , ودماثة أخلاقه .
وهي مناسبة جميلة جداُ أتعرف فيها على أجنبي مقيم بالمملكة .
سيارتي هي الأخرى كان لها موعد آخر , حين كفت عن
التغريد , وسكتت عن النطق , وإطلاق صوتها
العذب ,أتذكر ذلك اليوم بدهشة . ذهبت لصناعية العروبة لإصلاح منبه السيارة المعطوب
,وبعد تفاوض على السعر المحدد , ذهبت لأقرب صراف آلي أسحب منه المبلغ المطلوب وحين سحبت المبلغ المناسب , خرجت فإذا بوجهي
عجوز مسنة , تبدو ملامحها من أهل البادية ! , قالت لي -بشكل مفاجئ- : " يا وليدي تكفى أبي مساعدة , أبروح قصر
ابن سعود , وضيعت الطريق , أبي فلوس التاكسي " .
جلست لثوانٍ أتأمل فيها , هل تكذب هذه المرأة ؟!
هل تكون كغيرها من الكذابين المتلاعبين الذين يستغلون عواطف البشر استدراراً
لمشاعرهم ثم أموالهم ؟ رأيت عيناً خلف
نصيفها البدوي تحمرّ حزناً , وصوتاً يتهدج ألماً , وقامت بمواء كالقطط ممسكةً بيدي
تقول : " تكفى يا ولدي تكفى " .
أعطيتها ما طلبت , وزدت بعد إلحاح طلبها الآخر .
و قالت بصوت خاشع ودموع ساخنة : " الله
يوفقك , الله يبعد عنك عيال الحرام , الله يكفيك شر من به شر " ,و ترفع
بيديها عالياً غير مصدقة .
قلت : "ما نقص مال من صدقة , لعل الله
يعوضني خيراً , ويصرف بها عني شراً " . رجعت البيت وانهالت بقية الطلبات
استعداداً لموعد الاحتفال بالأنساب المرتقب . ولا زلت غير مصدق أن قيمة ما تصدقت
به تضاعف 4 مرات , " بعدما " انتهت المناسبة , وانتهت كل الاستعدادات ,
وبقيت دعوات العجوز ترن في أذني : "الله يوفقك , الله يبعد عنك عيال الحرام ,
الله يكفيك شر من به شر " وقلت
مردداً صدق جل وعلا حين قال : " مثل
الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل , في كل سنبلة مئة حبة
, والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم " . ( البقرة ) .حقاً : ما نقص مال
من صدقة , بل تزده بل تزده ! .
مرحباً عامي الجديد فقد ختمت سابقك بكثير من الإخفاقات وآلاف النجاحات , و أحب أن يبدأ عامي بغرس جديد
, و صدقة للرب سبحانه
أتمنى رضا والديَّ – غفر الله لهما - و أتمنى القدرة على برهما والمواصلة على ذلك .
أتمنى أن تبدأ صفحة مشرقة مليئة
بالإنجازات , والتفوق المتواصل , أحب أن أقرأ , و أحب أن أبذل الخير للناس , و
أتألم كثيراً لمشاهدة الجهل والفوضى , وعدم احترام الأنظمة .
أتمنى لأصدقائي حياة ممتعة و أحب أن أرى بلادي
تنعم بالخير والرفاه , والاستقرار , وأن يكفيها شر أبنائها الجهال .
أحب أن أرى الهلال عائداً لمنصات التتويج , فقد
طال شوقي لمشاهدة الأزرق حاملاً الذهب . أتمنى الخير لكل الناس , وأطلب من العليّ
القدير أن يرحم أمواتنا , ويغفر لهم أجمعين , ويجمعنا بهم في مستقر رحمته في
الفردوس الأعلى من الجنة .
هذه الأمنيات أطلقتها في فضاء 2013 . اللهم تقبل
منا إنك أنت السميع العليم , وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم "اللهم آمين ".
.26 -1-
2013 الجمعة ليلة السبت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق