الاثنين، 12 أغسطس 2019

أمنيات صغيرة . 2013 .


أمنيات صغيرة .



عام ميلادي جديد , أبدأ فيه دراسة المستوى الخامس في الكلية , وأستعد لبذر فصول  التفوق,  وحرث أرض النجاح , وسقاء نباتات اللغة العربية .



إجازة تطوي أوراقها , كانت أجمل أيام حياتي , قرأت فيها ثلاثة كتب من مكتبتي الصغيرة , وشاركت بفعالية ونشاط في مناسبة سعيدة كانوا فيها أنساب أخي محمد ضيوفاً بدارنا ,  شاركت في إصلاح أبواب المنزل , وتعرفت على صديق هندي  رائع اسمه ( أرشد ) . كان شخصاً لطيفاً رائعاً و استفدت منه الكثير من الدروس الصامتة بوفائه وإتمام "العمل " على يومين , وسماحة صدره , ودماثة أخلاقه .  وهي مناسبة جميلة جداُ أتعرف فيها على أجنبي مقيم بالمملكة .



سيارتي هي الأخرى كان لها موعد آخر , حين كفت عن التغريد ,  وسكتت عن النطق , وإطلاق صوتها العذب ,أتذكر ذلك اليوم بدهشة . ذهبت لصناعية العروبة لإصلاح منبه السيارة المعطوب ,وبعد تفاوض على السعر المحدد , ذهبت لأقرب صراف آلي أسحب منه المبلغ المطلوب  وحين سحبت المبلغ المناسب , خرجت فإذا بوجهي عجوز مسنة , تبدو ملامحها من أهل البادية ! , قالت لي -بشكل مفاجئ-  : " يا وليدي تكفى أبي مساعدة , أبروح قصر ابن سعود , وضيعت الطريق , أبي فلوس التاكسي " .



جلست لثوانٍ أتأمل فيها , هل تكذب هذه المرأة ؟! هل تكون كغيرها من الكذابين المتلاعبين الذين يستغلون عواطف البشر استدراراً لمشاعرهم ثم أموالهم ؟  رأيت عيناً خلف نصيفها البدوي تحمرّ حزناً , وصوتاً يتهدج ألماً , وقامت بمواء كالقطط ممسكةً بيدي تقول : " تكفى يا ولدي تكفى " .



أعطيتها ما طلبت , وزدت بعد إلحاح طلبها الآخر .



و قالت بصوت خاشع ودموع ساخنة : " الله يوفقك , الله يبعد عنك عيال الحرام , الله يكفيك شر من به شر " ,و ترفع بيديها عالياً غير مصدقة .



قلت : "ما نقص مال من صدقة , لعل الله يعوضني خيراً , ويصرف بها عني شراً " . رجعت البيت وانهالت بقية الطلبات استعداداً لموعد الاحتفال بالأنساب المرتقب . ولا زلت غير مصدق أن قيمة ما تصدقت به تضاعف 4 مرات , " بعدما " انتهت المناسبة , وانتهت كل الاستعدادات , وبقيت دعوات العجوز ترن في أذني : "الله يوفقك , الله يبعد عنك عيال الحرام , الله يكفيك شر من به شر "  وقلت مردداً صدق جل وعلا  حين قال : " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل , في كل سنبلة مئة حبة , والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم " . ( البقرة ) .حقاً : ما نقص مال من صدقة , بل تزده بل تزده ! .







مرحباً عامي الجديد فقد  ختمت سابقك بكثير من الإخفاقات  وآلاف النجاحات , و أحب أن يبدأ عامي بغرس جديد , و صدقة للرب سبحانه



أتمنى رضا والديَّ – غفر الله لهما -  و أتمنى القدرة على برهما والمواصلة على ذلك . أتمنى أن تبدأ صفحة مشرقة  مليئة بالإنجازات , والتفوق المتواصل , أحب أن أقرأ , و أحب أن أبذل الخير للناس , و أتألم كثيراً لمشاهدة الجهل والفوضى , وعدم احترام الأنظمة .



أتمنى لأصدقائي حياة ممتعة و أحب أن أرى بلادي تنعم بالخير والرفاه , والاستقرار , وأن يكفيها شر أبنائها الجهال .



أحب أن أرى الهلال عائداً لمنصات التتويج , فقد طال شوقي لمشاهدة الأزرق حاملاً الذهب . أتمنى الخير لكل الناس , وأطلب من العليّ القدير أن يرحم أمواتنا , ويغفر لهم أجمعين , ويجمعنا بهم في مستقر رحمته في الفردوس الأعلى من الجنة .

هذه الأمنيات أطلقتها في فضاء 2013 . اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم , وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم  "اللهم آمين ".





 .26 -1- 2013  الجمعة ليلة السبت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق