السبت، 3 أغسطس 2019

الحطيئة ( بعض من سيرته و شعره )

الحطيئة


اسمه ونسبه:

الحطيئة لقبٌ لُقّب به ، و اسمه جرول بن أوس بن مالك بن جؤية بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن الريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار [1].

وهو من فحول الشعراء ومتقدميهم و فصحائهم ، متصرفٌ في جميع فنون الشعر : من المديح، والهجاء، و الفخر، والنسيب[ الغزل] مَجِيدٌ في ذلك أجمع، و كان ذا شرٍ و سفهٍ ، و نسبه متدافعٌ بين قبائل العرب .[2]


سبب تلقيبه بالحطيئة:

يُكنّى الحطيئة أبو مُليكة ، و قيل: إنّ الحطيئة غلب عليه و لُقّب به لقصره و قربه من الأرض ، وقال عنه حمّاد الراوية [ مشكوك بصحة أخباره؛ كثير الوضع ] عن أبي نصر الأعرابي : سُمّي الحطيئة لأنه ضرط ضرطةً بين قومٍ، فقيل له ما هذا ؟ فقال: إنما هي حطيئة [3] .



غلبة الهجاء على شعره :

من أسباب غلبة الهجاء على شعره قبحه ، و دمامته ، و لم يكن بالحطيئة فضل شجاعة يستطيع أن يتلافى به هوان شأنه في (عبس) ، على نحو ما وضع عنترة من قبله ؛ و لعل هذا هو السبب في غلبة الهجاء عليه [4].


أغراض شعره :

غلب على شعر الحطيئة المدح و الهجاء ، فيمدح من يكرمه و يهجو من منعه. ووصفه رواة الشعر ( محمد بن سلام ، و أبو عبيدة ) : " أنه متين الشعر شرود القافية ".[5]


و أضاف ابْنُ سلام :" لولا كثرة هجائه لعُدَّ من الطبقة الأولى للشعراء".

بعضٌ من أخباره و انتمائه للمدرسة الأوسية :

روى صاحب الأغاني لقاء الحطيئة بالصحابي الجليل عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - . قال ابن عباس:" يا أبا مُليكة من أشعر الناس ؟ قال : من الماضين أم من الباقين ؟ قال من الماضين ، قال : الذي يقول :

و من يجعل المعروف من دون عرضهِ
.......... يفره و من لا يتق الشتمَ يُشتمِ


[ يعني زهيراً ]

و ما بدونه الذي يقول :

و لستُ بمستبقٍ أخا لا تلمّهُ
......... على شعثٍ ، أي الرجال المهذبُ

[ يعني النابغة الذبياني ]

و لكنه الضراعة أفسدته كما أفسدت جرولاً ، - يعني نفسه - ، والله يابن عم رسول الله لولا الطمع و الجشع لكنتُ أشعر الماضين ، فأما الباقون فلا تشك أني أشعرهم و أصردهم سهماً. [6]

كان الحطيئةُ على شاكلة زهير يُعنى بشعره و تجويده عنايةً شديدة ، و قد أُثر عنه أنه كان يقول :" خير الشعر الحوليّ المحكك " [7]


سمع كعْبٌ الحبْر رجلاً ينشد بيت الحطيئة

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العُرف بين الله و النَّاسِ


فقال : و الذي نفسي بيده إنّ هذا البيت لمكتوب في التوراة [8]


بعض من شعر الحطيئة


هجاء الحطيئة للزبرقان بن بدر معروف معروف و مشهور ، و استعطاف الحطيئة للخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، يمثل من شعر الحطيئة صدق الباعث ( العاطفة )، وجودة المعنى و قوة السبك.

ماذا تقول لأفراخٍ بذي مرخٍ
............ زغبُ الحوامل لا ماءٌ و لاشجرُ

ألقيت اكسبهم في قعر مظلمةٍ
............ فاغفرْ، عليك سلام الله يا عمرُ

أنت الإمام الذي من بعد صاحبه
.............. ألقى إليك مقاليد النهى البشرُ

لم يؤثروك بها إذ قدموك لها
....... لكن لأنفسهم كانت بك الأثرُ

فامنن على صبيةٍ بالرمل مسكنهم
......... بين الأباطح تغشاهم بها القررُ

أهلي فداؤه كم بيني و بينهم
......... من عرض داويةٍ تعنى بها الخبرُ


...[9]





المراجع :
كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني . الهيئة المصرية العامة للتراث
[ج2/ ص157 ، و ما بعدها ].

تاريخ الأدب العربي ( العصر الإسلامي ).شوقي ضيف
(ص96،98).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق