خلال الشهر الكريم رمضان
أختار اليوم التدوين جوابا على
بريد القراء المرسل عن طريقه رسالة مفادها ( ما سبب اختلاف الناس إلى لبراليين
ومطاوعة والحديث بشكل مفصل عن المسألة ).
المسألة الأولى للحديث عن الليبراليين
والمطاوعة هي مسألة التربية الاجتماعية , فمن ولدته أمه في عائلة مسلمة لاحظ له
باختيار الاسم ولا الديانة ولا المذهب السني أو الشيعي فهذه المسائل تم اكتسابها
من الأسرة فقط , وما هو حظك لتكون قد ولدت في أسرة مسلمة عربية سعودية ولم تولد في
أسرة يهودية أو مسيحية تقدس الصليب أو تحب
العذراء وتلبس لأجلها القلادة وتصلي .
المسألة الأولى الأسرة وحياتك
وولادتك لاحظ لك فيه , بل هو مسألة اجتماعية بحتة , فليس لك حيلة أصلا في وجودك في بيت مسلم
, وربما كانت المصادفة أن تتم ولادتك ببيت
مسيحي ولذلك كان الاهتمام بالمسألة هو الأسرة والتقاليد الأسرية والعائلية هي
المسألة الأولى في تقبل الانتفاح اللبرالية أو المحافظة الاجتماعية والفرضية
مستقاة من علم الاجتماع.
ثاني المسائل هي السفر لبلاد
العالم , ومن شاهد الشعوب والثقافات والبلاد الأجنبية سيزيد من فرص معرفة
الليبرالية والسبب معرفة حياة أناس وطبائع
أقوام آخرين , ومعرفة أنه ليس وحده بهذه
الدنيا , ولذلك تنتشر لدينا في نجد
قصة مطوع بريدة , وتشير القصة الرمزية باختصار أنه لا أحد يعرف
الدين والتقاليد الأصيلة للإسلام سوى عدد قليل من الرجال ويبقى المتحدث وحده هو
المطوع بالنهاية أي الحاكي للقصة الرمزية وهي قصة ساخرة متداولة من التراث
السعودي.
وثالث المسائل القراءة في غير
التخصص فالقراءة في غير التخصص تزيد من فرص معرفة ثقافات أخرى , وخصوصا من غير
المذهب المحافظ كالمؤلفين الغربيين والليبراليين ومحبي الشؤون الفكرية والثقافية
سواء من العرب أو من غير العرب .
والقراءة بغير التخصص تنقل
القارئ بسفر وسياحة في عقول الكتاب الممتازين , وخير الكلام ما نفع وثبت وأفاد
الناس , والقراءة تزيد من الاحتكاك
بالعقول وعقول الكتاب الكبار أضاف القارئ
لحياته حيوات أخرى تقدر بمئات السنوات وهي
حصيلة تجارب وحكم المؤلفين .
ونشير لمسألة أخرى تخص
المسألة لم اختلف الناس فالمسألة قبل أن تكون اختيارا فهي مسألة طبعية بشرية , وجبلة إنسانية , ولايدعي أحد أنه لبرالي بنسبة 100 ولا محافظ
مطوع مثلما يطلب القارئ الكريم بنسبة 100% والسبب أن الإطار الفكري مثلما أسماه
الدكتور علي الوردي هو المسألة , وأزيد المسألة وضوحا , فالتحرر والتفكير
بحرية هي مسألة نسبية ولا يمكن التحرر
بنسبة 100 بالمئة , والسبب أن هناك جوانب محافظة لدى الرجل والمرأة ويمكن الرجوع لكتاب مهزلة العقل البشري للدكتور
الوردي وهو مرجع قيم في علم الاجتماع لشرح المزيد عن الإطار الفكري ويطلب به العقل
الباطن فقط وتحرره يزيد بالقراءة والسفر
ومشاهدة الدنيا والناس والعكس صحيح
فالناس في المجتمعات المغلقة والمحافظة يندر وجود اللبراليين بينهم.
ومسألة أخرى للمحافظين
واللبراليين المصاهرة والزواج من خارج
الأسرة والقبيلة , والسبب التعرف على
التقاليد الأخرى , فمن يتزوج من نفس المنطقة ( نجد أو جنوب السعودية على سبيل المثال
لا الحصر ) يختلف تماما عن من يصاهر زوجة
من دولة عربية صديقة ( سورية أو المغرب أو مصر ) , والمصاهرون لأجانب من دول عربية
صديقة تنكسر لديهم كثير من التقاليد البالية , وأهمها الحفاظ على نقاء الدم العربي
, وعدم مصاهرة الزوجات من بلاد عربية لأسباب عنصرية احتقارية .
وسبب عدم المصاهرة ببلد عربي
صديق بكثرة بقاء المجتمع السعودي الصديق بلا تحرر اجتماعي يذكر وبقاء الدم العربي نقيا وهو أمر محمود , ولكنه محافظة بالية على الأسلاف والتقاليد
العربية الأصيلة .
ومسألة أخرى وهي القبول
الاجتماعي وأذكر من التاريخ مثالا جيدا ففي المجتمع العباسي في بغداد ( أرقى عصور
الحضارة الإسلامية الغابرة) يوجد أبوحنيفة
الواعظ الزاهد ورجل الدين المحافظ , ويوجد أبونواس الشاعر الماجن الخليع الشارب للخمور ومحب الصيد والطرديات (
ملاحقة الطرائد والفرائس ) ويكفي فقط أن
تعرف أنك لست وحدك بالمجتمع وكلهم موجودين بالمجتمع ويوجد بمحيطك الأسري والعائلي
وعلى مستوى الصداقة أبو نواس ويوجد كذلك أبو حنيفة .
ومن مسائل الليبراليين
والمطاوعة (المحافظين) معرفة أن الاختلاف
سنة بشرية , وهو الواقع فقط ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة , ولا يزالون مختلفين
) فمنهم العربي والآسيوي واليهودي
والمسيحي وكذلك السني والشيعي والمسجد
والكنيسة والأوربي وبقية الأجناس والثقافات وكلهم موجودين بالمجتمع وتقبل ذلك أمر
جيد ومحمود , وكلهم موجودين ويتحدثون
بالعربية والإنجليزية والفرنسية والعبرية وبقية اللغات .
وتقبلهم أمر ضروري وهام جدا
ومعرفة أنك لست وحدك بالمجتمع بالغ الأهمية ودرس عظيم الأثر , فالمطاوعة لايمكنك
استئصالهم ولا يمكنك إلغائهم ولا يمكنك محو أثرهم وتعقبهم مثلما تطلب عزيزي الغاضب
لأنهم موجودون بالمجتمع ويشكلون نسبة عالية من السكان والمسألة تتقبلها فقط بشكل
عادي.
أين المشكلة في قصة
اللبراليين والمطاوعة في الإعلام السعودي ؟
أصوات المتطرفين الأكثر علوا
وفسادا , والاعتدال لايستفز أحدا ولايغضب
أحدا , ولكن الاستفزاز الحقيقي والغضب الحقيقي من أصوات التطرف يمينا أو يسار من
المطاوعة واللبراليين , والوعي الشعبي كفيل بمعرفة أصوات التطرف وإشغال الناس بجدل
لا طائل من ورائه .
كان خلفاء بني أمية يشغلون المجتمع بخلاف جرير والأخطل والفرزدق
وكان الخلاف إعلاميا بالتعبير المعاصر , وكان الخلاف عن شتائم بالغة البذاءة تسمى بالأدب العربي ( أدب النقائض ) وهي
بالتعبير الواضح دراسة الشتائم بالغة البذاءة واعتبارها أدبا رفيعا يستحق الدراسة
, ولعمرو الله أنه خلل في القيم دراسة الشتائم البذيئة واعتبارها أدبا وشعرا يستحق
العناية , والتوثيق للشتائم دراسة عما يكره الناس ويشغلهم بالمجتمع وهي
دراسة اجتماعية وليست أدبية وربما كان التعبير بصورة أدبية فقط.
ما الاختلاف في السياسة
العربية لدينا بالوقت المعاصر ؟
كانوا قديما يشتغلون بهجاء
جرير والفرزدق والأخطل واليوم ننشغل باللبراليين
والمطاوعة وقيادة المرأة والسياسة الحكيمة
يختصرها البدوي الحكيم ( سياسة ملهي الرعيان ) وإلهاء الرعية حفظهم الله سياسة
حكيمة بأي قصة تستحق العناية.
ونعود للمسألة الاختلاف
اللبرالي والمحافظين.
الاختلاف في دول أوروبا يتخذ
طابعا سياسيا فالحزب اليميني ( نسبة
لليمين وهم المطاوعة ) ويسمى المحافظين , والحزب اليساري ( نسبة لليسار ) وهم
الليبراليون ومنافستهم الحقيقية مقاعد الحكم , فأين هذه المنافسة المثمرة في الإعلام
السعودي والخليجي ؟ لو كانت المنافسة تعود
بأمر نافع للمجتمع لاصطف المتابعون خلف اليمين واليسار وكانت أصواتهم مثمرة ولكنه
لا جدوى ولا طائل من ورائه حتى اليوم , والتنفيس الاجتماعي بمشاهدة كرة القدم
والخلاف الرياضي أو الخلاف بشأن المطاوعة واللبراليين أمر مقلق للباحث للشأن
الخليجي فالطبيعة الحربية وأأسف لاستخدام عبارة الطبيعة الحربية تشغل الباحث
الاجتماعي لكثرة البحث غير الحكيم لقصة المطاوعة واللبراليين ؟ أتفهم قصة أن
الخلاف سياسي بأوروبا مع اليمين واليسار ؟ فما الطائل وما الثمرة في خلافك مع
اليمين واليسار بدول الخليج؟ يخرج من خلاف
اليمين واليسار ثمرة نافعة بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ولكنه غير مثمر
بالسعودية خصوصا.
الصراع الاجتماعي والطبيعة
الحربية ظاهرة مقلقة للمتابع للشأن السعودي وضروري إيجاد قنوات تنفيس وقنوات التنفيس ضرورية وبكثرة لأنه من غير
المعقول الانشغال بالشؤون الفكرية , فما النافع وما الثمرة في خلاف فكري ؟ حقيقة
لو كانت المؤلفات والدراسات الإعلامية يتم إنتاجها لقلنا أنه حراك إعلامي يعود على
التأليف الإعلامي بدراسة مثمرة , ولكنه غير مثمر وغير ذات جدوى بالشؤون اليومية
الاجتماعية .
ضروري بنظري أن يكون الحوار
مستمرا بالبيت والمدرسة كثيرا والسبب أن
نتعلم الاختلاف والاختلاف سنة بشرية , ومشكلة كبرى أن يتم نقل الخلاف لتصبح
الشتيمة إلكترونية وعابرة للقارات , ولم
تهذبنا التقنية بل زادتنا تشفيا والله المستعان .
الحوار الوطني ضروري
للمواطنين , والحوارات بشكل مستمر , وضروري أن يكون الاتصال مستمرا وفعالا وأريد بالاتصال الفعال الحوار والدردشة اليومية والهدف الوصول لكلام جيد ولو
كان بعيدا عن الإقناع , مشكلة هامة هي عدم الحوار وعدم الحوار سبب قصة الجزم واليقين والقطع
بمسائل هي من الهامشيات ومن الشؤون التي يتم التسامح بها والحوار يعني أن تكون
لديك معلومة جيدة ولدى محاورك معلومة جيدة وتستفيد منه ويستفيد منك وهو التعليم
لدي للحوار.
نحن بحاجة لأدب الحوار
فالمعلومات كثيرة ولدى كل المتحاورين الليبرالين والمطاوعة المعلومات الكافية
والمصادر اللازمة و البراهين الجادة ,
ولكن المشكلة أدب الحوار وهو أمر تربوي تتدخل به المدرسة والإعلام قد يكون حلا
لأدب الحوار .
أدب الحوار سبب الخلاف
والشتائم والوقاحة وقلة الأدب والابتزاز , والشتم الإلكتروني , والشتم الفضائي
, وشؤون يترفع القارئ الكريم أن نذكرها له
, وهو من التربية فقط وعدم الحوار مع الأصدقاء والأسرة كثيرا , وهي مخرجات الحوار
وفوائده .
لا يتأدب المتحاورون من
الليبراليين والمطاوعة , ولا يصلون لهدف يستحق
, بل الدردشة لحديث عابر أو تصيد الأخطاء ولا يصح ذلك بنظري , والأدب
والتربية هي المسألة , فلديك المعلومة الكافية والمصادر اللازمة ولا أجبرك على الحديث
معي خلف الشاشة فالزم الأدب وهو طلبي الوحيد ويكفي شتائم عابرة للقارات عزيزي من
هذه المحطة بالغة البذاءة , وأعرف تمام
المعرفة أن لديك عزيزي المتحاور الكثير من المعلومات الهامة والمصادر الكافية
والبراهين الممتازة , ولكن الواقع أن
الوقاحة هي المسألة فقط , ولا داع للحوار معي من البداية حال أصبحت الوقاحة هي
الغاية فقط وأحرق الحوار ومخرجاته ونتائجه
لأنه بلا جدوى فالقادم لقلة الأدب والاستهزاء والتنمر ستحترق قصص الحوار معه ...
ومسألة أخرى تخص اللبراليين
والمطاوعة .
ضروري أن يكون الحوار مستمرا
وفعالا للمواطنين السنة والشيعة ليس على مستوى النخب , بل على مستوى العامة وكما
قلت الاعتدال لايستفز بل التطرف وأصوات التطرف هي الأعلى ضجيجا والاعتدال
لايغيظ ولايتم الترحيب به , بل السياسة الإعلامية
الاهتمام بأصوات التطرف الإعلامي يمينا أو يسارا وهي الملاحظة على شؤون الحوارات
الإعلامية . تراهم مايبون إلا التطرف الإعلامي والباقي من الاعتدال لايتم الترحيب
به ولا فتح المجال لصوته إعلاميا وهو واقع الدراسة الإعلامية .
مسألة أخرى تخص اللبراليين
والمطاوعة .
تخص جانب القيم فمعرفة القيم اللبرالية ( الحرية
الاجتماعية والديمقراطية السياسية ) ليس لها تمثيل بشكل صور يفهمها البدوي في يومه
العادي خصوصا ألا تطبيقات واقعية باليوم المعاصر والهم اليومي , فلا ديمقراطية
نيابية ولا تمثلات حزبية , ولا مجتمعات مجتمع مدني ولا ديمقراطية دستورية ( يؤرخ الكاتب يومياته بشهر مايو 2020 ) حديثا
عن السعودية والخليج , فكيف تم شرح المفاهيم الفلسفية بشكل واضح وبصورة حديثة تصل
لقلب البدوي وفطرته السوية ؟ وأريد أن الحرية يحبها البدوي خصوصا بتنقلاته
المستمرة بالصحراء , ومحبة الصحراء الشاسعة والهيام بها لبرالية قيمية , لأنه يحب المكان الواسع ,
والأرض ذات المساحة الكبيرة , ويحب الغزل الرقيق بالنساء ولقائهن ومواعدتهن عند
البئر والغدير , وهي شؤون ليبرالية لا
يشرحها البدوي بطريقة فلسفية غربية بل يحب الحرية بفطرته السوية , وانتهت المسألة
والتعقيدات والمفاهيم الفلسفية لايحبها ,
ومسألة كره الفلسفة مسألة من التراث الإسلامي , وخصوصا الفلسفة اليونانية
والهندية المترجمة للعربية ,وحديث علماء
السلف الصالح عنها والتحذير منها تاريخيا حماية لجناب العقيدة الإسلامية ولعل
التقليد مستمر حتى اليوم في التحذير من الفلسفة بشكل عام ومن المفاهيم الفلسفية
الحديثة بشكل خاص وهو تفسير تاريخي .
المفاهيم الفلسفية يتم شرحها
بصورة والصورة الأقرب لشرح المسائل أو بالقصة , وهي طرق تعليمية قد تكون مدخلا
لمعرفة المفاهيم الفلسفية , والمفاهيم الفلسفية هي المسألة التي لا بذرة صالحة لها
بالتربة العربية الخليجية , والسبب بقاء العربي بفطرته السوية بعيدا عن الفلسفة
محبا لتقاليده الأصيلة .
قد يكون التلفزيون ومشاهدة
البرامج والأفلام والمسلسلات منورا لكثير من المواطنين بشؤون الحريات العامة
واللبرالية , والتلفزيون لايزال رغم قدوم الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي
الأداة الأفضل لمخاطبة الجمهور , والتأثر
بما يقال بالتلفزيون جيد وتشرحه فرضيات إعلامية كثيرة وأهمها تقليد المشاهير
الليبراليين من ممثلين وممثلات وبالتقليد يكون التغيير الاجتماعي , وتغيير عدد من
القناعات الخاصة لدى المحافظين المطاوعة .
أجد الفرصة سانحة للحديث عن الباراديغم والبراديغم مصطلح فلسفي (
ويسميه الدكتور الناقد عبدالله الغذامي بالنسق وهي أقرب التراجم العربية التي
اطلعت عليها للباراديغم ) ويشير المصطلح
إلى ما اعتاده الناس في يومهم وحياتهم وهو
الرأي العام حسب المصطلح الإعلامي والصحفي وبنفس الوقت لما لا يفكر فيه الناس
عادة وعدم التفكير بالمسألة من شؤون
الباراديغم ( لماذا لا يفكر المواطنون السعوديون بشؤون الديمقراطية عام 2020 ولماذا كان التدوين سابقا لعصره عددا من
السنوات؟) فليست المسألة بالرأي العام الذي يشغل المواطنين , بل والمسألة الأخرى
الهامة الذي لايفكرون به جميعا هي المسألة الهامة
ما علاقة البراديغم (النسق)
بشؤون اللبرالية وخلافات المحافظين ؟
البراديغم يشير لما يفكر فيه
الناس بشأنهم اليومي وبما لايفكرون به بنفس الوقت
, والتغيير المنشود للبراديغم أشغل الفلاسفة , والتغيير الذي رسمو له إطارا هو ( أن
الباراديغم منتشر في البلاد ( حب المدرسة السلفية ) وثابت بقلوب وعقول
المواطنين , ثم تحدث شؤون الدراسات
الإعلامية ( فيهتز الباديغم ) والحديث الإعلامي والصحفي بقضية رأي عام , ولكن
نهاية الباراديغم وتغيير الزمان والمكان والعلاقات السياسية والدولية لاينهي حب
وتقدير المدرسة السلفية وحب السلف الصالح بقلوب وعقول المواطنين , وهو سبب حير
الدارسين للفلسفة , لأن الأسباب اجتماعية نفسية , وهو حب ما ألفوه بعهدهم السابق (
إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ) ) .
من التطبيقات للبراديغم
نهاية قصة كوبرنيكوس بتصور
الكون ونشأة العالم على يد علماء جدد .
قصة دوران الأرض بعد سنوات
طوال من اعتقادها الجازم بدعم الكنسية أنها مسطحة.
والنظرية الدينية أو
الفلسفية ثابتة في قلوب وعقول المواطنين
وكذلك النظام السياسي الراحل , وهي قصص مستقاة من التاريخ , وبقائها حية في قلوبهم
هو المسألة الاجتماعية النفسية.
واهتزاز البراديغم ليس بالنقد
الأدبي مثلما تظن للوهلة الأولى ولكنه حدث مفاجئ وتوقعات لم يتم الاستعداد لها
وربما قد تتدخل شخصيات تاريخية لديها الجرأة والاستعداد والاقتحام وهو مكر التاريخ بشخصيات تاريخية حسب تفسير
هيغل .
نضرب أمثلة للبارديغم من التاريخ العربي الإسلامي.
بقاء حب دولة الخلافة الراشدة
رغم نهايتها عسكريا لدى جمهرة الناس وبقاءها في قلوب وعقول الجماهير حتى اليوم ؟
والسبب نهاية الدولة الإسلامية ككيان عسكري ونظام سياسي ولاتزال تعاليمها ومشاكلها
حية نابضة بقلوب الجماهير , وبقاء المسألة
بعد 1400 سنة من نهايتها مسألة محيرة للدارس التاريخي , وكيف بقيت المسألة حية
نابضة بقلوب الجمهور الكريم ؟ لماذا حتى اليوم يحب المصري والخليجي دولة الخلافة
حتى اليوم رغم نهايتها ككيان ودولة من التاريخ ؟ الباراديغم يفسر المسألة وهو إطار
نظري صحيح بنظري يفسر المشكلة بوضوح ,
وانتهت دولة الخلافة ككيان تاريخي ودولة من التاريخ وبقاء حبها في قلوب
العرب والمسلمين دليل على أن البراديغم من أصعب البراديغمات ( جمع مؤنث تم تعريبه
من عندي ) وسبب صعوبته بقاء التقاليد العربية التاريخية والإسلامية وبقايا من
الإمبراطورية العربية الإسلامية حية نابضة في قلوب الجمهور الكريم .
قد يقول قائل وما المشكلة في
بقاء البراديغم مثلما تفضلت حتى اليوم وهو رد على كلامك الخاص بالتاريخ العربي
الإسلامي ؟
لامشكلة بل استدلال له سياقه
وهو أن الباراديغم لايتغير بسهولة وبقاءه أمر نفسي اجتماعي وقد تتغير الدول
والأيام ولايزال الباراديغم ثابتا ,
وحديثي يا آنستي الفاضلة هو الحديث
عن المطاوعة والليبراليين الناشدين عن التغيير بسرعة , ولكن المسألة في شؤون الفكر
ليست مثلما تظنون فدراسة الباراديغم يشير لمسألة هامة وبقاء الباراديغم طويلا يعني
أن التغيير المنشود من حوارك الصحفي يحتاج لمراجعته مرة أخرى ,فالبارديغم وتغيير عقول الناس وما ألفوه يحتاج لسنوات طوال وسنوات طوال , وليس بحديث
صحفي عابر وهو وجه الاستدلال يا أنستي الفاضلة.
تغيير العقول بمرور الأيام
فقط ولذلك أقول أن الباراديغم لايزال
صامدا , ولذلك لايكون التغيير بحوار صحفي عابر , أو شتائم مجانية بشبكات التواصل
الاجتماعي مثلما يطلب المطاوعة واللبراليون .
أدعو الجميع للاطلاع
والاستزادة لمسألة البراديغم (النسق) من أي مرجع في المكتبة العربية لحل المسألة
والموضوع وقليلة هي التراجم والتطبيقات التاريخية الفلسفية لمسألة البراديغم وهو
موضوع ملح (الباراديغم وشؤونه) في المكتبة العربية.
قد يقول قائل وما المانع في
بقاءه أيضا ( الباراديغم ) ليست المشكلة أن الناس لايتغيرون وليست المشكلة أن
الناس قد تغيرو سابقا بتطبيقات تاريخية , فهذه المسألة نحبها تمام المحبة , وهي
محبة التاريخ العربي والإسلامي ؟
سؤال جيد / وأرد عليه , محبة
البارديغم مسألة نفسية اجتماعية , وقد تكون مدخلا لمعرفة الخلاف بين اللبراليين
والمطاوعة , كيف ؟ الكل داخل البراديغم في وقت من الأوقات ومحبتهم للبراديغم مسألة
محبة لماض خالد وتاريخ عريق وافتخار حضاري والتغيير المنشود من الخلاف اللبرالي
والسلفي خصوصا هو صعوبة التغيير صعوبة
التغيير لأن الباراديغم هو المسألة الحقيقية والذي لايفكر فيه عامة الناس بنفس
الوقت وأضيف لكلامك يا آنسة أنكِ راضية بالباراديغم ومعجبة به ولاتطلبين التغيير
بإجابة ( وما المانع في بقاءه ) تطلبين
بقائي بالحوار أرحب بذلك وتطلبين بقاء البراديغم حديث عن اللامفكر فيه والذي لايفكر
فيه عامة الناس وهو انشغال الفلاسفة بالتغيير فقط
والإعجاب بسؤالك كبير والتحديث عن التغيير المنشود هدف من أهداف المتحاورين
اللبراليين والمطاوعة يطلبون من الحوار هدفا ضمنيا ؟ لماذا لاتصبح مطوعا بعد
الحوار ؟ لماذا لاتصبح لبراليا بعد الحوار ؟ ولكنه هدف بعيد المنال بنظري وبنظر
باحث فلسفي والتغيير هدف فلسفي أسموه بالباراديغم وتفلسفو فيه حديثا عن التغيير
فقط.
ونهاية الحديث عن الشؤون اللبرالية والمطاوعة تحية لك ولحديثك
وسؤالك وأجبت عن البريد وأغلقت القلم.