الخميس، 3 أكتوبر 2019

غياب قضايا الرأي العام في السعودية . ( ملاحظة عما تنشره الصحف السعودية اليومية )

مرحباً بالأصحاب .



نلاحظ غياب قضايا الرأي العام السعودية التي تطرحها الصحافة المحلية .  والسبب بنظري يعود لعدم الإقبال على الصحافة كمغذي للرأي العام والاتجاه لصفحات التواصل الاجتماعي ( تويتر - فيسبوك - يوتيوب ) .


- الصحافة السعودية  قدمت الكثير من قضايا الشأن العام السعودي .  و أهم القضايا الجدلية  ؛ كسياقة المرأة للسيارة , وقيادتها للمناصب الإدارية  , و التطبيع الاجتماعي بين الجنسين ( الذي يسمى بالسعودية الدارجة  الاختلاط ) .


-  بسبب وجود الشباب السعودي في الصف الأول ممثلاً بالأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ال سعود , تحركت كثير من الملفات العالقة التي كانت من التابوهات على عهد  الجيل الأول  من المسؤولين السعوديين .  وتم تحريك ملف سياقة المرأة للسيارة و أصبحت واقعاً , وتم فتح دور سينما  و أصبحت واقعاً ,   وأصبح التطبيع الاجتماعي بين الجنسين  ( الاختلاط ) واقعاً , والفعاليات الفنية والترفيهية واقعا   ؛ والسبب بنظري يعود للدماء الشابة التي دخلت الحكم السعودي وحركت كثيرا من الملفات العالقة .


-  غابت قضايا الرأي العام عن الصحافة بعد تحريك الملفات الإصلاحية السعودية ,  وهي الملفات التي لطالما دعمها الإصلاحيون في عهد الملك فهد والملك عبدالله ,  ووجدت ممانعة من قبل المحافظين السعوديين . وسبب غياب قضايا الرأي العام أن المشاريع الإصلاحية أصبحت واقعاً  وبقي منها مشروع الإصلاح السياسي .


-  بقي من المشاريع الإصلاحية مشروع الإصلاح السياسي فقط ,  وأما بقية المشاريع الإصلاحية فطبقها  سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ال سعود , ولم يفرق بين المحافظين والإصلاحيين على المستوى السياسي بل اعتبرها تحت مسمى ( رؤية 2030 ) ,  وعدم التفريق بين القطبين السياسيين المتنافرين يعود لأنها مشاريع حكومية تم فرضها على المؤسسة الدينية الممانعة والتي لاحقت ترحيباً شعبياً واسعا .

- والصحافة السعودية منذ طرح المشاريع الإصلاحية وبكونها واقعاً , أصبحت تعاني من شح الإقبال  عليها و على مواضيع كتابها الذين اتجهوا إلى شبكات التواصل الاجتماعي .  وغابت قضايا الرأي العام التي تطرحها الحكومة من خلال إعلامييها لتمريرها شعبياً .


- الصحافة السعودية تعاني من شح القراء و وبقيت الملاحق الثقافية  متميزة بقراءها  , والتي تطرح الجديد من خلال نصوص أدبية  ورؤى نقدية لكتاب وشعراء سعوديين وعرب و أجانب .


- منذ تطبيق المشاريع الإصلاحية غابت القضايا الجدلية عن الإعلام والصحافة السعودية ,  وبقي الإصلاح السياسي كأحد تابوهات عام 2019 , و من يدري لعل الإصلاح السياسي سيكون آخر تابوهات الممانعة السعودية وسيتجادل حولها السعوديون كثيراً في الصحافة والإعلام الجديد في وقت من الأوقات. 



-كانت سياقة المرأة  وقيادتها للمناصب الإدارية  وفتح دور سينما , وانهاء مضايقات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  من تابوهات عهد الملك فهد - رحمه الله -  , وبوصول الجيل الثاني للحكم ممثلاُ بالأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ال سعود انكسرت هذه التابوهات و أصبحت واقعاً اجتماعياً  , وبقي تابوه الإصلاح السياسي . و من يدري لعل الزمن كفيل بكسر هذه التابوه  في عهد الشباب الحاكم وفي عهد سرعة المتغيرات السياسية المحيطة بالمملكة في منطقة الشرق الأوسط .


- الرأي العام العربي المحيط بالمنطقة يشيرإلى ثورات عربية قادمة , وهو ما يمكن النظر إليه على أنه قضية رأي عام دولية , وبقيت السعودية محصنة من الثورات العربية نظرا لاستجابتها لدواعي الإصلاح .


-الثورة في السودان و بدايات الحراك في مصر ,  وعمليات السعودية والتحالف الدولي في اليمن , وسوريا ,  كلها تشير إلى أن الإصلاح السياسي هو التابوه القادم .  وغابت ( قصة الإصلاح السياسي ) عن الصحافة السعودية التي التزمت الولاء للنظام السعودي ,  وبقيت الصحافة السعودية بلا قضية رأي عام محلية ,  وتنظر بعين القلق للمحيط العربي الذي اشتعل بالثورات .



تحياتي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق