أتابع نشرة الأخبار من المحطات العربية والدولية , وهي ألفباء متابعة للشؤون السياسية والإعلامية والدولية .
نشرة الأخبار تقدم الجديد من حيث المتابعة لتطورات الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية .
نشرة الأخبار منتقاة ( وهي رسالة القناة ) للجمهور , وانتقاء الرسالة الإعلامية وتنوعها بين محلية ودولية هي رسالة القناة الإعلامية .
ملاحظتي على نشرة الأخبار أن الانتقاء فقط للأخبار الجنائية ؛ بزعم أنها تجلب الأموال والجمهور , وهي مزاعم مغلوطة ,
والسبب أن الناس تحب المشهد السعيد الذي ينشر البهجة والضحك والفرحة وتنفر بطبيعتها من المشهد الحزين .
من هذه الفرضية الخاصة بنشر الخبر الحزين وانتقاءه للجمهور ننطلق في حديثنا للأخبار الإعلامية .
أول المسائل الأخبار القادمة من جمهورية سورية العربية , فهذه الأخبار الخاصة عن الحرب الأهلية الدائرة هناك في مجملها وغالبيتها أخبار سيئة وتعيسة للمتابع , وهذه الأخبار تجلب الحزن والضيق والنكد على الرأي العام الشرق أوسطي .
وجلب الهم والضيق سبب في نفور الجميع من سورية ومحاولة إنهاء المشكلة الدائرة هناك ( أريد بالجميع المسؤولين السياسيين الذين يقولون أفق الحل مسدود ).
نذهب لبقية الدول العربية بداية من مصر والجزائر وليبيا واليمن , وكلها أخبار تعيسة تجلب الهم والغم للمتابعين , وانتقاء الرسالة الإعلامية للمشاهدين بالأخبار التعيسة رسالة القناة الإعلامية .
- قد يقول إعلامي إننا ننشر أخبار الساعة وليست القناة مسؤولة عن الأحداث السياسية والإعلامية ؟
قلت / الأخبار السعيدة يستطيعون جلبها رغم المعاناة الحزينة لمواطني الدول العربية , والأخبار السعيدة موجودة بشرط البحث عنها , لأن الانتقاء واختيار الخبر رسالة القناة الإعلامية , فلماذا تختار القناة الإعلامية الخبر الجنائي وتتجاهل الخبر السعيد ؟
- السعادة تجلب الأموال والجمهور والأخبار الحزينة والصادمة تنفر الجمهور وتنعكس على الأرباح التي تهم القناة كثيرا .
- المزاج العام العربي ( الرأي العام ) تشبع بالأخبار الثورية والإعلامية مما عكس وجهة نظر دولية أن منطقة الشرق الأوسط مضطربة سياسيا وتنتظر الثورات العربية , وهذا جزء من الحقيقة ولكنها ليست كل الحقيقة , في الشرق الأوسط مشاهد سعيدة وأخبار يومية جميلة تنتظر من صناع الرأي العام التركيز عليها , وإشاعة البهجة بين الجمهور والفرحة ليست فقط مهمة عادية بل لأجل تخفيف احتقان الرأي العام العربي الذي بدأ عام 2020 وهو ينتظر ثورات المنطقة بشكل كبير .
- الحل المناسب نشر الأخبار السعيدة والتركيز عليها لانها تجلب المال والربح الوفير للقناة وبهذه الطريقة يمكن إقناع صانعي الإعلام , وبنفس الوقت تخفف من القضايا الجنائية للرأي العام .
- مثال ذلك / الأخبار الثورية والاستعداد لها أخبار جنائية في غالبها وهي السائدة في نشرات الأخبار عام 2019-2020 م , وهي قضايا الرأي العام الإخبارية في غالبية المحطات الإعلامية في الدول العربية .
- هل المشاهد العربي لايوجد لديه هموم في يومه لتأتي القناة الإعلامية الإخبارية لتكمل الباقي , ماهذه التعاسة التي تنشرها الأخبار الإعلامية ؟
- ومثالنا الثاني / الحروب الأهلية الدائرة في المنطقة وهي للأسف واقع مر يعيشه المواطن الشرق أوسطي , ولكن وتحت لكن عشرة خطوط يمكن إظهار الرسالة الإعلامية من بين الأخبار السيئة واختيار خبر سعيد للنظارة المتابعين .
الشعور بمشاعر إنسانية تجاه الآخرين يدل على نفس نقية , وعدم المبالاة تجاههم واحتقارهم يدل على غباء اجتماعي , فقط المجرمون الذين يستمتعون بمشاعر الضحية وهي تبكي , ولذلك حتى لو لم يكن هنالك حلول فقط ارحمهم وتمنى لهم الخير ..
أبسط المشاهد التي تعرض للنظارة المتابعين مشاهد القتل والدمار على نشرات الأخبار , هدم البيوت , وتيتم الأطفال , وسيارات الإسعاف من كل مكان , هذه المشاهد رغم قساوتها تمر مرور الكرام على المتابعين للأخبار , رغم فظاعتها وبشاعتها .....
الأخبار الجنائية مثل الطعن والقتل بشتى صوره و تكرارها يصيب الشرطي قبل غيره بشعور سيء , كيف لايرحم الضحية ؟ أظن أن نوبة بكاء عارمة تصيب الشرطي ومتابع الأخبار الجنائية عند مشاهدة مثل تلك المشاهد ؟ في حالة عدم بكاء الشرطي فهو حجر جامد وقسوة نعوذ بالله منها
أرجو أن أشاهد على نشرة الأخبار مشاهد حفلات تخرج! أو مشاهد اختراع حديث ينفع البلاد والعباد ! أو مشاهد حفلات اجتماعية ! أخبار سعيدة تفرح المشاهد الذي يأخذ من وقته دقائق للأخبار الإعلامية (هل تظن أن همومه قليلة لتنكد عليه هذه القناة الإعلامية يومه بمزيد من الأخبار الجنائية ؟ )
الفرضية الإعلامية تقول (المشاهد الجنائية تجلب الربح والأموال ) على حساب مشاعر المشاهدين الذين يتضايقون كثيرا من هذه المشاهد , ولايعرفون أنها نظرية على المدى البعيد تسبب الغباء الاجتماعي أولاً , وابتعاد المشاهدين عنها الذين يعرفون مسبقا نوعية الأخبار التي تقدمها القناة ....
القناة الإعلامية تقدم ما يرضي المشاهد(الأخبار السعيدة تجلب الجمهور والسعادة تنتشر وتجلب الجميع),الكل يحب مشهد الرجل الذي ينشر النكتة والبهجة ويجلب الفرحة للجمهور المتابع , ويكره المشهد الجنائي الذي يغضب الجمهور . المشهد الإعلامي السعيد يسعد الجمهور ويجلب المال والعكس صحيح
تحيتي .